جدول المحتويات
هل يجوز خروج المطلقة في العدة، الطلاق حالة تحدث في عالمنا العربي والإسلامي، فكثيرة هي حالات الطلاق والانفصال، وهناك العديد من المطلقات يردن الخروج بعد الطلاق وقد أمرها الله عز وجل بالجلوس في المنزل في فترة تسمى العدة، لكن السؤال الذي يراود الكثيرين، هل يجوز للمطلقة أن تخرج في العدة؟ سؤال إجابته مفصلة بشكل كبير، ومن خلال موقعنا سنتحدث عن الإجابة بالتفصيل، خاصة وأن مثل هذه الأمور تحتاج إلى توضيح وتفسير مفصل.
هل يجوز خروج المطلقة في العدة
في حالات الطلاق، ينقسم الطلاق إلى قسمين ، طلاق رجعي وطلاق بائن، وقد حدد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بعض الحالات الخاصة بكل من القسمين، وهذا دورنا في هذه الفقرة توضيح حالات الطلاق الرجعي والبائن، وذلك من خلال مجموعة من الاعتبارات والأحكام التي سنتناولها بالتفصيل فيما يلي:
الحالة الأولى
إذا كانت المطلقة في عدة طلاق رجعي:
هنا يجوز للمرأة أن تخرج ولكن بعد أن تأخذ إذن زوجها، فالطلاق الرجعي يتيح للزوج أن يتحكم في زوجته ويفصل في الأمور الخاصة بهما، فالزوجة المطلقة طلاق رجعي حالها من حال المتزوجات تماماً، فقد كان يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “إذا طلق الرجل امرأته تطليقة، أو تطليقتين لم تخرج من بيته إلا بإذنه”، وقد سئل الإمام ابن عثيمين عن ذلك فأجاب -رحمه الله- تعالى: “القول الراجح أن المرأة المطلقة إذا كان الطلاق رجعيا فهي كالزوجة التي لم تطلق أي أن لها أن تخرج إلى جيرانها أو أقاربها، أو إلى المسجد لسماع المواعظ، أو ما أشبه ذلك وليست كالتي مات عنها زوجها، وأما قوله تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ} فالإخراج هنا يعني المفارقة، أي أن الزوجة لا تفارق البيت ولا تسكن في بيت آخر، لكن الخروج بهدف الزيارة فلا بأس، أي أن الخروج له نوعان، إما بمفارقة وهو لا يجوز في الإسلام سواء خرجت بنفسها أو أخرجها زوجها، وخروج لعارض مهم وترجع وهو المباح.
إقرأ أيضا:سبب وفاة مفتي تونس عثمان بطيخالحالة الثانية
إذا كانت المطلقة في عدة طلاق بائن:
هنا يجوز للمرأة الخروج ولا تحتاج إذن زوجها، لأنه لم يعد زوجها، وهذه الحالة تكون على القسمين، سواء الطلاق البائن بينونة كبرى أو صغرى، وقد كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يقول: “إذَا طَلُقَتْ الْمَرْأَةُ أَلْبَتَّةَ فَإِنَّهَا تَأْتِي الْمَسْجِدَ وَالْحَقُّ هُوَ لَهَا وَلَا تَبِيتُ إلَّا بِبَيْتِهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا”، وجاء في كتاب مغني المحتاج: “وَالْمُعْتَدَّةُ الْحَائِلُ الْبَائِنُ بِخُلْعٍ أَوْ ثَلَاثٍ فِي الْحُرِّ وَاثْنَتَيْنِ فِي الْعَبْدِ لَا نَفَقَةَ لَهَا وَلَا كِسْوَةَ قَطْعًا لِزَوَالِ الزَّوْجِيَّةِ فَأَشْبَهَتْ الْمُتَوَفَّى عَنْهَا”، وجاء في حاشية البجيرمي: “أَمَّا مَنْ لَهَا نَفَقَةٌ كَرَجْعِيَّةٍ وَحَامِلٍ بَائِنٍ فَلَا يَخْرُجَانِ لِذَلِكَ إلَّا بِإِذْنِ الزَّوْجِ كَالزَّوْجَةِ إذْ عَلَيْهِ الْقِيَامُ بِكِفَايَتِهِمَا نَعَمْ لِلثَّانِيَةِ الْخُرُوجُ لِغَيْرِ تَحْصِيلِ النَّفَقَةِ كَشِرَاءِ قُطْنٍ وَبَيْعِ غَزْلٍ كَمَا ذَكَرَهُ السُّبْكِيُّ وَغَيْرُهُ”.
مدة عدة المطلقة
عند كلاق الزوجة لا بد لها أن تجلس في بيتها ولا تخرج منه، ولا تتزوج رجل آخر حتى تنتهي العدة الخاصة بها، وذلك تيمناً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}، وتختلف عدة المطلقة باختلاف حال المرأة، وهذه الحالات هي:
- إذا كانت المرأة حاملاً فعدتها حتى تضع حملها، لقول الله تعالى” {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.
- إذا كانت المرأة غير حامل وكانت تحيض، فعدتها ثلاثة حيضات، لقول الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}.
- إذا كانت المرأة لا تحيض لكبر سنها أو لصغره، فعدتها ثلاثة أشهر، لقول الله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}.
عدة المطلقة في بيت أهلها
لو كان الطلاق رجعياً على المرأة المطلقة قضاء العدة في منزل زوجها، ولا يجوز أن تقضي العدة في منزل أهلها إلا عند الضرورة، مثل خوفها من الضرر من قبل زوجها إن بقيت في منزله، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
إقرأ أيضا:ما هي شركة داون تاون السعوديةأما إذا كان الطلاق بائناً فقد أجاز بعض أهل العلم للمطلقة أن تقضي عدتها في منزل أهلها، حيث قال البهوتي في كشف القناع: “وتعتدُّ بائنٌ حيثُ شاءت من بلدها في مكانٍ مأمون، ولا يجب عليها العِدَّة في منزله”.
وبهذا نكون قد أنهينا مقالنا عن المطلقة، وأجبنا عن السؤال المحير، هل يجوز خروج المطلقة في العدة؟ وقد بيننا الحالات المختلفة لخروج المرأة من بيت زوجها وبقاءها في بيته، أو ذهابها إلى منزل أهلها أو بقاءها في منزلها، وقد أشرنا هنا إلى نوعين من الطلاق هما الطلاق الرجعي والبائن، وتحدثنا عنهما بالتفصيل الممل مع التدليل بآيات عطرة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.